إبعاد الشباب عن خطر الإدمان، يستلزم تضافر مختلف الطاقات، من المجتمع الأهلي إلى مؤسسات الدولة، وصولاً إلى شرائح المجتمع وفئاته·
من أجل ذلك، فإن العمل المشترك أثمر مشروعاً أطلق عليه اسم “المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان” في صيدا والجوار، حيث أبصر النور أمس (الثلاثاء) بحفل رعاه وزير الصحة والشؤون الإجتماعية الدكتور محمد جواد خليفة ممثلاً برئيس بلدية الصرفند الدكتور حسين خليفة، وأقيم في “مركز الرحمة” – حارة صـيدا·
اطلاق المشروع جاء بدعوة من “مركز الرحمة لخدمة المجتمع” – صيدا بالتعاون مع “بلدية صيدا” و”تجمع المؤسسات الأهلية” في صيدا، وبالشراكة مع الجمعيات الأهلية الإجتماعية والصحية والثقافية والكشفية والرياضية، المؤسسات التربوية من جامعات وثانويات ومهنيات، الهيئات الإقتصادية: “غرفة التجارة والصناعة والزراعة” في صيدا والجنوب “جمعية تجار صيدا وضواحيها” ،والمهن الحرة: “نقابة المحامين” و”رابطة الأطباء” في صيدا· “لــــواء صيدا والجنوب” يسلط الضوء على هذا المشروع·
تقدم المشاركين في الإحتفال اضافة إلى ممثل الوزير خليفة: ممثل النائب بهية الحريري الدكتور أحمد غزاوي، ممثل مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين رئيس “دائرة الأوقاف الإسلامية” في صيدا الشيخ سليم سوسان، ممثل الوزيرة السابقة ليلى الصلح عبد السلام مارديني، محافظ الجنوب العميد مالك عبد الخالق، القاضي الشرعي الشيخ أحمد الزين، المطران طانيوس الخوري، رئيس “اتحاد بلديات صيدا – الزهراني” الدكتور عبد الرحمن البزري ونائبه رئيس بلدية المية ومية رفعات بوسابا، رئيس بلدية حارة صيدا سميح الزين، رئيس “جمعية تجار صيدا وضواحيها” علي الشريف، وعدد من رؤساء وممثلي الجمعيات الإجتماعية، الهيئات الإقتصادية والنقابية والتربوية والرياضية والكشفية·
ماجد حمتو
بعد النشيد الوطني اللبناني وكلمة لعريف الإحتفال كامل كزبر، تحدث ماجد حمتو باسم “تجمع المؤسسات الأهلية” في صيدا، فأشار إلى أن ظاهرة الإدمان بدأت تدق أبوابنا بعنف، ويساعد على انتشارها الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور·
وأكد انه لا بد من المواجهة السريعة والفعالة والتصدي لكافة اشكال هذه الظاهرة، وخصوصاً الشريحة الأكثر عرضة لمخاطرها، أي فئات الشباب والمهمشين، والعمل المشترك الذي يطلق اليوم هو من أهم الأطر التي تمكننا من العمل بجدية·
مطاع مجذوب
نائب رئيس المجلس الإداري لـ “مركز الرحمة” مطاع مجذوب، رأى أن المشكلة تبدأ بما يشبه اللعبة الممتعة في اطار التجربة والإكتشاف، وسرعان ما يجد المرء نفسه أسيراً للعادة والإدمان، وبحاجة ماسة للمساعدة الطبية والإجتماعية للتخلص منهما، لذلك كان الإتصال بجميع المؤسسات والهيئات المعنية·
وقال: لم نقف عند حدود المؤسسات الأهلية، بل حرصنا على اشراك الدولة·· فجاء هذا المجلس ثمرة شراكة وتعاون بيننا للإرتقاء بمجتمعنا وتحصينه، وليتكاتف المجتمع بأسره وقواه الحية في سبيل دراسة واقع الإدمان في صيدا وجوارها·
د· عبد الرحمن البزري
بدوره رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري، شدد على أننا بحاجة إلى تعديل بعض القوانين والتشريعات تسهيلاً للتعرف على المدمنين لمساعدتهم، فلا يجوز الإكتفاء بمعاقبتهم وزج بعضهم في السجون·
وقال: من هنا تنبع أهمية أدوارنا كعناصر يتشكل منها المجتمع ولها دورها وفاعليتها كل في مجاله·
وأوضح أن بلدية صيدا التي تعتبر نفسها شريكاً أساسياً وفاعلاً في كل عمل اجتماعي صادق ستبادر بكل امكانياتها للتعاون مع الشركاء المؤسسين، ومن يريد الإنضمام لهذه الهيئة التي تمثل وجهاً حضارياً للمدينة ومنطقتها·
ممثل الوزير خليفة
ممثل الوزير خليفة الدكتور حسين خليفة، أكد أن الإدمان آفة اجتماعية تغزو مجتمعنا شيئاً فشيئاً، وإن كانت تتفاوت من منطقة إلى أخرى·
وقال: أثبتت الدراسات أن الإدمان يتسبب بتغيرات في خلايا الجسم، ويؤدي ذلك إلى حصول انحرافات واضطرابات سلوكية تؤثر سلباً في المستقبل، وتلحق الضرر الفادح في المجتمع، وتحسساً بهذا الواقع الذي تعاني منه شريحة كبرى من أبناء المجتمع، كان الواجب وسيبقى للعمل على خلق المبادرات وتحمل المسؤولية عبر اتخاذ جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية هذه الشريحة من كافة أشكال الضرر العائد عليهم وعلى المجتمع·
ورأى أن مسؤوليات الجمعيات الأهلية والإجتماعية والصحية والثقافية والكشفية والرياضية والمؤسسات التربوية والهيئات الإقتصادية ونقابات المهن الحرة، بذل ما في وسعها لمعالجة وضع الإدمان الذي إن بقي سيعود بالضرر على المدمنين وعلى المجتمع·
وأبدى خليفة استعداد وزارتي الصحة والشؤون الإجتماعية لمد يد العون لهذا المجلس، وذلك تحسساً بعبء المسؤولية الملقاة على عاتقه في معالجة مشاكل الإدمان.