ليبيا وبعد… حان دورها في السيناريو الاميركي الاوروبي، واجتمع المؤلف والمخرج لتظهير الفيلم الليبي في مجلس الامن بعد ان استنزف الشعب بموارده وثرواته النفطية ودقت ساعة الصفر لعرض الفيلم.
فبعد اكثر من شهر على بدء الانتفاضة الشعبية في وجه نظام القذافي، وتحولها من انتفاضة مدنية الى ثورة مسلحة وامتدادها في ارجاء الاراضي الليبية ، بدأ نظام القذافي باستعادة الثقة بقوته ، وشن هجومه المضاد بعد ان تأكد من عدم وجود مساعدة فورية للثوار لتحسين شروط التفاوض لاحقاً. في الوقت الذي يلعب الغرب لعبته القذرة بعد ان خبرها في العراق. حيث بدأ بتهيئة الاجواء الداخلية العربية والدولية تحضيراً للتدخل والاحتلال ، ليس كرمى لعيون الشعب الليبي وليس دعماً لحركة التحرر الوطني الليبية ،انما لوضع اليد على منابع النفط وتقاسم الحصص بين الاميركيين والاوروبيين، وتركيب انظمة حليفة لهم تسلمهم ثروات البلاد ومقدراتها. والا ما معنى هذا التأخر في نتفيذ قرار مجلس الامن رقم 1973 والقاضي بالحظر الجوي على نظام القذافي وحماية المدنيين. فالغرب يعمل على الوصول الى حافة الهاوية مع النظام القائم ،حتى تعلو الاصوات مطالبة بدخول فوري للقوات الاجنبية تحت شعار حماية الشعب الليبي. ثم نشاهد الفيلم العراقي الذي شاهدناه في2003 تحت شعار” اسلحة الدمار الشامل ” في العراق ، من جديد يتجدد في ليبيا ، وتبدأ الخلافات القبلية بين الشعب الليبي من خلال سياسة فرق تسد الذي عوّدنا عليها الغرب . فحذاري يا شعبنا في ليبيا من لعبة الامم ،وحبذا لو يتعلم القذافي من درس صدام حسين ويحمي بلده بتنازله عن الحكم وعدم اعطاء اية ذريعة للغرب لاحتلال بلاده بحجة حماية الشعب الليبي .
فيا عرب ، اين انتم من دعمكم وحمايتكم للشعوب والاراضي العربية التي تغتصب بين الحين والآخر من المحيط الى الخليج. ان انظمتكم وعروشكم لن تحميكم ، فعجلة التاريخ لن ترجع الى الوراء. فالشعب الليبي لم ولن ينسى عمر المختار ومقاومته للاستعمار . المخاض عسير نعم ،ولكن الولادة حاصلة حتماً ولو قيصرية.
نبيل السعودي