-
علي عواضة, الاربعاء 12 تشرين الثاني 2014 06:00
وفقاً لبعض التقارير التي عرضت على بعض القنوات الفضائية والتي صورت حالتين لشابين يعانيان من حالات اندماج جراء تأثير نوع معين من الموسيقى بحركات تشبه الصرع الا أن المختصين نفوا وجود اي حالات لمثل هذا النوع من المخدرات.
ضجة اعلامية
وبعد الضجة التي سبّبها التقرير ردت المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات (إجمع)، وجمعية المعلوماتية المهنية في لبنان PCA والتحالف العربي لحرية الإنترنت، والتحالف اللبناني للإنترنت، في بيان مشترك أن ما يسمى المخدرات الرقمية هي أمر مبني على تقنية قديمة تسمى “النقر بالأذنين”، اكتشفها العالم الألماني هنري دوف عام 1839، واستخدمت لأول مرة عام 1970 في علاج بعض حالات الأمراض النفسية كالأرق والتوتر”.
واوضحت الجمعيّات أنّ “المخدرات الرقمية هي ذبذبات الصوت دلتا وثيتا وألفا وبيتا، وليس هناك دليل على أنّها تسبب الإدمان”.
القضية لم تقف عند المجتمع اللبناني، حيث نشرت شرطة دبي تقريراً نفت فيه وجود مثل تلك الحالات، بينما نشرت شبكة cnn عربية تقريراً عن الموضوع شرحت من خلاله ما هي المخدرات الرقمية وتحدثت عن المبالغة التي تم الحديث عنها، لتصبح قضية رأي عام عربي ما لبثت ان نفتها العديد من المنظمات والدوائر الحكومية، ولكن لماذا هذه الضجة في الوقت الحالي وبهذه الطريقة؟.
سياسة تهميشية
المحامي في جمعية مهارات طوني مخايل اشار في حديث لـ” البلد” الى ان هناك سياسة توجيهية تمارسها وزارة العدل في طرح موضوع المخدرات الرقمية ومحاولة إقصاء الرأي الآخر في هذه القضية لا سيما صوت المجتمع المدني الذي دعا الى مقاربة هذا الملف بطريقة علمية ومهنية وقانونية دون تسرع وتضخيم غير مبرر، معتبراً ان هناك استغباء لعقول المواطنين وتضليلاً للرأي العام، متسائلاً عن حقيقة الحالات التي تم الحديث عنها ومدى صحة مشاهد الفيديو التي يتم عرضها على انها مشاهد حقيقية، “الا يحق لنا ان نتساءل ما اذا كانت هذه المشاهد المصورة والمحملة على شبكة الانترنت تهدف الى تضليل الشباب وإيهامهم انها مشاهد حقيقية فيقبلون على شراء هذه الملفات الصوتية بهدف جني الاموال على غرار كثير من الاعلانات المضللة على شاشاتنا؟ معتبراً ان هناك لامنطقاً في التعاطي مع الناس وكأنهم يكذبون الكذبة ويصدقونها.
وتساءل مخايل: في حال تم حجب الموقع المسؤول عن ما يسمى المخدرات الرقمية من يمنع من تحميل الملف عبر اليوتيوب او اي موقع عالمي، هل سنلاحق كل المواقع ونطلب منها الغاء تلك الموسيقى، مضيفاً هناك افتعال لحالة خوف لدى الناس من مسألة إفتراضية غير مثبتة، فيما زراعة الحشيشة تزدهر ومحاصيلها مضاعفة هذا العام ، فأيهما اخطر على المجتمع مخدرات وهمية او مخدرات تمت زيادة محصولها وبالتالي انتشارها وتسويقها.
ذريعة قضائية
وتخوف مخايل من ان تكون المسألة ابعد من ذلك بكثير وتشكل ذريعة باسم حماية العائلة والاطفال تمهيدا لوضع تشريعات تستخدمها السلطة إستنسابياً لتقييد حرية الانترنت، مذكراً بأن طلب وزير العدل بحجب المواقع الإلكترونية التي تروج لمثل هذه الخدمات مخالف للقانون اللبناني وحرية الاشخاص في اختيار ما يشاهدون او يسمعون، دون تدخل او رقابة مسبقة من قبل السلطة، طالما لم يثبت ان المواد التي يروج لها هي جرمية او مضرة او من شأنها ان تؤثر على الصحة النفسية او العقلية للأطفال أو مواد مصنفة خطرة ومحظورة دوليا وفقاً لأحكام المعاهدات والاتفاقيات الدولية، معتبراً أن دور وزير العدل هو طرح المسألة امام المجلس الوطني لمكافحة المخدرات المؤلف من ثماني وزارات من بينها وزارة العدل برئاسة رئيس مجلس الوزراء والذي يمكن ان يدعو الى جلساته نقيبي الأطباء والصيادلة إضافة الى جمعيات مدنية متخصصة في حقل مكافحة المخدرات لمناقشة القضية.
وكان مستشار وزير العدل محمد صعب في اطار كسب التأييد لحملة مكافحة المخدرات الرقمية عبر الانترنت شنّ هجوما على المنظمات التي إستهجنت حجب المواقع ولمح الى تواطؤ خفي بين مروجي المخدرات عبر الشبكة والجمعيات المدافعة عن حرية الانترنت وذلك بهدف التغطية على أعمالهم، ونصح صعب الإعلام والجمعيات الأهلية بترك قضية المخدرات والانصراف الى مسائل اخرى كحقوق الطفل والمرأة.
إدمان نفسي
ويرى المختصون أن ما يحدث هو إدمان نفسي وليس إدماناً فعلياً لهذا النوع من الأصوات، معتبرين أن هذا النوع من الادمان “غير معروف حتى الآن وغير مصنف عالمياً” وهي أصوات ثابتة شديدة الإزعاج شبيهة بأصوات الآليات والمعدات الصناعية الثقيلة وتتكون من موجات صوتية مسموعة وأخرى غير مسموعة، تتسبب بهلاك للخلايا العصبية والدماغية.
مضيفين ان الاستماع لهذا النوع من الأصوات لا يسبب الإدمان، لكن له آثاراً سلبية مدمرة كإحداث خلل وعدم تركيز في خلايا الدماغ، فضلا عن أضرار في الأذن.” فيما الخوف من ان يقود النوع من الملفات الصوتية إلى إدمان لدى المتلقي على المخدرات الحقيقية، حيث نشر العديد من الدراسات حول التخوف من ان تقود تلك الموسيقى الى المخدرات الحقيقية، بينما نشرت صحيفة “واشنطن بوست” في العام 2010 دراسة للمعهد القومي (الأميركي) لمكافحة المخدرات أكدت “عدم وجود أي بيانات علمية بشأن هذه الظاهرة”.