الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند زار صيدا في العام 2006 والتقى البزري ودان الإعتداءات الإسرائيلية
غسان الزعتري – جريدة صيدونيانيوز.نت – www.sidonianews.net
الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند كانت له زيارة إلى مدينة صيدا في تشرين الأول 2006 حيث عقد لقاء مع رئيس بلديتها (في حينه) الدكتور عبد الرحمن البزري في القصر البلدي في المدينة .
وقد رأس هولاند وفد الحزب الإشتراكي الفرنسي وحضر اللقاء في قاعة المحاضرات إلى هولاند والبزري عدد رؤساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية في إتحاد بلديات صيدا والزهراني وإتحاد بلديات جزين، وأعضاء المجلس البلدي في صيدا، بالإضافة إلى ممثلين عن المؤسسات الأهلية والإجتماعية في المدينة.
البزري
بداية رحب ماجد حمتو، بإسم تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا، بالوفد الزائر مستعرضا ما أنجزه التجمع بالشراكة مع بلدية صيدا خلال فترة العدوان الصهيوني على لبنان.
ثم تحدث البزري فقال : نرحب بكم في صيدا عاصمة الجنوب المقاوم ، عاصمة الجنوب المنتصر ، والمدينة التي تذوب فيها كل الخلافات والتناقضات المذهبية والطائفية والأيديولوجية والطبقية من أجل الصالح العام والوحدة الوطنية والعيش المشترك .
نرحب بكم كممثل للرأي العام الفرنسي ولجزء من الشعب الفرنسي الصديق هذا الشعب الذي تجمعه العديد من الإعتبارات التاريخية والثقافية والتجارية والحضارية والإنسانية مع الشعب اللبناني .
لذا فنحن نرغب جادين في أن تبقى فرنسا في كل ما تمثله من عراقة ودور سياسي هام أوروبياً ودولياً صديقة لكل اللبنانيين لا لفئة واحدة منهم فلا تتحول إلى خصم أو طرف في المعادلة السياسية والتنافس السياسي في لبنان . لكن وللأسف نعاني من دور حكومي فرنسي لم نعتد عليه ولم نألفه ، ومن انحياز في السياسية الخارجية الفرنسية لصالح مجموعة من اللبنانيين ولحساب مشروع أميركي – إسرائيلي يكرس الهيمنة في المنطقة ويتغاضى عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعن حقنا في الدفاع عن أرضنا ومقاومة المعتدي والمحتل .
كما تعلمون لقد عانى اللبنانيون الأمرين من الوحشية الإسرائيلية نتيجة للحرب العدوانية التي شنت ضدهم وضد مقاومتهم . فكان الجزء الأكبر من الخراب والدمار في الجنوب إضافة لضاحية بيروت الجنوبية . صحيح أننا تعودنا التعامل مع مثل هذه الإعتداءات الهمجية نتيجة للحماية الدولية والفيتو الأميركي الذي تتمتع بهما إسرائيل ، إلا أننا فجعنا وفوجئنا بإهمال الدولة لنا ولشعبها . فالمساعدات الدولية التي وصلت إلى لبنان إما بقيت بلا توزيع أو أرسلت إلى قوى سياسية معينة لتجييرها لصالح مشروعها السياسي المعادي أساساً لتوجهات ورغبات المتضررين . كما أن بعض الدول التي تعتبر نفسها ونعتبرها صديقة للبنان قامت بإرسال السفن الحربية المحملة بمساعدات مرسلة لصالح فئات سياسية محددة في لبنان تحت غطاء مساعدات لمؤسسات إنسانية وإجتماعية معينة . لكننا في الوقت ذاته ممتنون كل الإمتنان لبعض المدن والبلدات والمنظمات الأهلية الفرنسية التي نفخر بصداقتها والتي وقفت إلى جانبنا خلال فترة العدوان الإسرائيلي وبعده سياسياً وإعلامياً وإنسانياً ومادياً كبلدية بانيوليه وبلدية ليون على سبيل المثال لا الحصر ومنظمتي أطباء بلا حدود والإسعاف الأولي.
لذا فإننا نغتنم فرصة وجودكم بيننا للدعوة إلى مزيد من التعاون بين الإدارات المحلية والبلديات والإتحادات البلدية الفرنسية واللبنانية كما ندعو إلى مزيد من الشراكة والمشاريع المشتركة بين المؤسسات الأهلية غير الحكومية الفرنسية واللبنانية . ففي صيدا ومنطقتها لدينا تجربة رائدة نفخر بها في الشراكة والتعاون بين المؤسسات الأهلية والبلديات . لقد تمكنت صيدا ومنطقتها بفضل هذه الشراكة كما تمكنت بلديات أخرى في منطقة صيدا – الزهراني ومنطقة جزين من إستيعاب أعداد هائلة من النازحين وإيوائهم وتأمين احتياجاتهم كافة رغم ضآلة الإمكانات وقلة المساعدات الحكومية وتأخر المساعدات الدولية والحصار الإسرائيلي المفروض علينا بحراً و جواً وبراً ، لقد أثبت المجتمع الأهلي أهليته وعلينا تطوير هذا النمط وإعطاؤه بعداً دولياً وإقليمياً .
أكرر الترحيب بكم مجدداً بإسم أهالي صيدا ومجلسها البلدي وبالنيابة عن زملائي رؤساء البلديات والإتحادات في منطقتي صيدا – الزهراني وجزين وبإسم تجمع المؤسسات الأهلية وكل المؤسسات غير الحكومية المشاركة في هذا اللقاء آملين أن نضع الأسس لمزيد من التعاون فيما بيننا متخطين بواسطة العلاقات المباشرة بين الإدارات المحلية والمؤسسات الأهلية غير الحكومية ما تضعه الحكومات من عوائق وشروط سياسية وبيروقراطية . مؤكدين مجدداً فخرنا بصداقتكم متذكرين أن فرنسا بثورتها هي من علم العالم أهمية الشرائع والقوانين وضرورة صياغة عقد إجتماعي بين الدولة والمواطنين . لذا عليكم مسؤولية في المساعدة بالحفاظ على صورة فرنسا الحرية والمساواة والأخوة بدل فرنسا الإستعمارية وفرنسا الدولة التي تنحاز لجانب المصالح الفردية والعلاقات الخاصة ولنستعيد دور فرنسا الداعم دائماً للحق العربي وحقوق الشعب الفلسطيني بدل الدور الدائر في فلك إدارة أميركية تسعى لإنشاء شرق أوسط جديد حماية لمصالحها على حساب مصالح شعوب المنطقة .
نأمل وكلنا ثقة أنكم تؤمنون بحقنا في الدفاع عن أرضنا وفي مقاومة الظلم والعدوانية والعنصرية كما قاومتم الإحتلال وسعيتم إلى بناء أوروبا الموحدة للتصدي لأية مشاريع فاشية أو ديكتاتورية جديدة .
نحن متأكدون من فشل مشروعهم ونريد لفرنسا أن تكون لجانبنا داعمة لنا وشريكة حقيقية في بناء مجتمع أفضل وشرق أوسط عادل مستقر رائدة في إعادة البسمة إلى شفاه اللبنانيين كل اللبنانيين وفي شفاء الوطن لكي يبقى متسعاًً لكل أبنائه على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ومعتقداتهم .
هولاند
ثم تحدث رئيس الحزب الاشتراكي الفرنسي السيد فرانسوا هولاند الذي أعرب عن سروره لزيارة مدينة صيدا وحضور اللقاء البلدي الموسع. وقال: اعرف ماذا دفعت هذه المنطقة كضريبة للحرب الحاصلة، ليس فقط بالنسبة للدمار بل الضحايا ونزوح العدد الكبير من السكان القادمين من ارجاء المدن والقرى في لبنان .
وأضاف: اما زيارتي فهي للتعبير عن صداقتنا وتعاوننا وتقديرنا للجهود التي قمتم بها، فانتم كنتم تقومون بعمل جاد للابقاء على الحياة في مدنكم وحماية حياة الاخرين وجميع النازحين.
اما الهدف الاخر هو انكم كنتم تقومون بعمل جاد جدا، وبرغم ظروف الحرب. لقد قاومتم كافة الامور بشجاعة ومهام زيارتي هي التركيز على التضامن والتعاون المشترك من فرنسا بكل اطيافها، لأن فرنسا فيها تعددية سياسية وطائفية ايضا، مع اننا دولة علمانية. فبإسم فرنسا نعيد تكرار دعمنا للبناء والاعمار .
وقال: انا لا استطيع ان اكون ناطقا باسم الحكومة الفرنسية فهي لا تسمح لي بذلك، لان الحزب الاشتراكي، كما هو معروف، حزب معارض ونحن بانتظار انتخابات 2007 .
ولفت الى ان سياسة الحزب ستكون باحترام القرارات الدولية ،والقانون الدولي يقول بأن يحيا لبنان ضمن حدوده المعترف بها والوصول الى كافة اراضية خاصة مزارع شبعا .
وأضاف: نحن ضد الانتهاكات اليومية التي تقوم بها اسرائيل فوق الاراضي اللبنانيه وعلى فرنسا واجب تجاه لبنان هو حل القضية الفلسطينية، طالما ان الفلسطينيين ليس لهم دولة ولا حقوق لن يكون هناك استقرار في المنطقة، والفرنسيون سيستعملون كل قواهم لتأمين الامن لهم.
وردا على سؤال قال : نحن لدينا مسؤولية تجاه العديد من المدن وطلبنا من جميع رؤساء البلديات في فرنسا بأن يتم توسيع التعاون مع لبنان بهدف اقامة توأمة بين المدن الفرنسية وعدد من المدن والبلدات في المناطق اللبنانيه في جنوب لبنان، وفرنسا ستعتمد توأمة مع جنوب لبنان ويتوجب علينا تحديد لائحة المدن الفرنسية واللبنانية التي يجب ان تتعاون فيما بينها في ثلاثة اطر هي الطب والتربية والتكنولوجيا والنقل بناء على هذه الاسس يتم التعاون بين الجميع .
وفي ختام اللقاء قدم البزري درع بلدية صيدا إلى رئيس الحزب الإشتراكي الفرنسي السيد فرانسوا هولاند,