صيدا ـ «السفير» |
أقيمت في قاعة بلدية صيدا ندوة حوارية تحت شعار ” حقوق مدنية وصولا لحق العودة ” والتي نظمتها حملة الحقوق المدنية وصولا لحق العودة بالتعاون مع المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان وتجمع المؤسسات الأهلية في صيدا وجمعية المساعدات الشعبية النروجية, وذلك بحضور رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري, ومسؤول الإتحادات النقابية والعمالية الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات , ومسؤول منظمة حقوق الإنسان المحامي نعمة جمعة، ونبيل بوغنطوس ممثلا دار العناية في الصالحية، ومدير الهيئة الإسلامية للرعاية مطاع مجذوب، وشخصيات ,وعدد كبير من ممثلي الهيئات والمؤسسات الإنسانية والإجتماعية التي تعنى بالشأن الفلسطيني .
البزري
بداية ترحيب من منسقة الحملة السيدة سميرة صلاح, ثم كلمة إفتتاح الندوة الحوارية ألقاها رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري . وفيما يلي ما جاء في كلمته :
نرحب بكم في مدينة صيدا وفي بلدية صيدا التي هي داركم ودار الجميع. من أراد أن يرى علاقات لبنانيةـ فلسطينية طبيعية ومميزة ومتلاحمة ربما تصلح لأن تكون إنموذجا للعلاقات الفلسطينية – اللبنانية على مستوى الساحة اللبنانية، وربما على مستوى الوطن العربي، فليأت إلى صيدا وليعش فيها بضعة أيام وليتعلم عندئذ ما يمكن أن تفرزه الشراكة الفلسطينية – اللبنانية على المستويين الإجتماعي والإنساني, هذا إضافة إلى المستويات السياسية الجهادية والنضالية.
وأضاف: ليس صدفة أن تكون هذه الندوة قريبة من موعد ما نسميه نكبة فلسطين, لأن ما نشاهده من إختلاطات منذ عام 1948 حتى الآن وعلى مستوى العالم العربي ناتج عن المؤامرة الكبرى التي حلت بالشعب الفلسطيني، والتي أدت إلى وجود كيان عنصري غريب يهدف أول ما يهدف إلى خدمة المصالح الإستعمارية والإستكبارية في المنطقة وضرب وحدة شعبنا .
بعد مرور حوالي السنة على الندوة الأولى التي أقيمت في دار البلدية أيضا, لا ننكر ان هناك تحولات كبيرة حصلت على هذه المستوى , بعضها إيجابي وبعضها للأسف سلبي .
فمن الإيجابيات أن إلتزام الحكومة اللبنانية الذي بدأ بقرار مشكور من معالي وزير العمل طراد حمادة, والذي تطور إلى مشروع حكومي للحوار مع الشعب الفلسطيني وممثليه على الساحة اللبنانية, وصولا إلى ورقة عمل لبنانية – فلسطينية مشتركة , وهذا التطور كان إيجابيا, وخاصة وأن الإثنين القادم سيكون يوما هاما بالنسبة لنا جميعا وربما له طابعه الرمزي بإعادة إفتتاح مكتب وممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان .
وأضاف البزري : نأسف لأن يكون هناك جزءا كبيرا من اللبنانيين , ربما لأسباب سياسية أو لأسباب لها علاقة بعدم فهم حقيقة وطبيعة ونسيج الشعب الفلسطيني في لبنان, ما زالوا حتى هذه اللحظة ينظرون إلى الشعب الفلسطيني من الوجهة الأمنية , ويعتبرون أن التعاطي مع الملف الفلسطيني لا بد أن يكون أولا من الباب الأمني. من هنا نشهد الحالة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في المخيمات , والحصار المفروض عليه في هذه المخيمات والذي تطور ليصبح حصارا غير إنساني تحت مظلة خلل أمني ما .
ولفت البزري إلى ضرورة التعاطي مع الملف الفلسطيني من الباب السياسي، وقال: علينا أن لا نقع في خطأ التعاطي مع الملف الفلسطيني من الباب الإنساني فقط, فبعض القيادات والمنظمات الفلسطينية وبعض أصدقاء فلسطين حتى، ربما عن غير قصد، وقعوا في الخطأ الكبير بسعيهم لتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية فقط. المشكلة ليست في الأحوال الإنسانية ولا الاقتصادية للشعب الفلسطيني , بل لب المشكلة يكمن في التآمر السياسي الذي وقع على الشعب الفلسطيني والذي أدى به إلى خسارة أمنه، إذا هي مشكلة سياسية بإمتياز, وليست إنسانية فقط.
وطالب البزري الحكومة اللبنانية بأن يكون لها موقف واضح وصريح من القضايا السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية بدءا بالإلتزام بكل القرارات الدولية، التي تتضمن تأكيدا على حق العودة , والإلتزام لا يكون كلاميا وإنما عمليا, وصولا لإعادة التساؤل بلغم المؤامرة الكبيرة المسمى بالقرار 1559، والذي يشير أول ما يشير إليه أن هناك ملفا أمنيا فلسطينيا في حين أن هذا القرار لا يشير إلى الملف السياسي ولا الإجتماعي للفلسطينيين .
بعد ذلك قدمت مداخلت متعددة عن حقوق الإنسان الفلسطيني ألقاها المحامي نعمة جمعة، وعن حملة الحقوق المدنية وصولا لحق العودة ألقتها سميرة صلاح، ودور المؤسسات الأهلية اللبنانية في دعم الحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان ألقاها ماجد حمتو, وعن الحوار اللبناني – الفلسطيني ألقاها زياد الصائغ .
إبعاد الشباب عن خطر الإدمان، يستلزم تضافر مختلف الطاقات، من المجتمع الأهلي إلى مؤسسات الدولة، وصولاً إلى شرائح المجتمع وفئاته·
من أجل ذلك، فإن العمل المشترك أثمر مشروعاً أطلق عليه اسم “المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان” في صيدا والجوار، حيث أبصر النور أمس (الثلاثاء) بحفل رعاه وزير الصحة والشؤون الإجتماعية الدكتور محمد جواد خليفة ممثلاً برئيس بلدية الصرفند الدكتور حسين خليفة، وأقيم في “مركز الرحمة” – حارة صـيدا·
اطلاق المشروع جاء بدعوة من “مركز الرحمة لخدمة المجتمع” – صيدا بالتعاون مع “بلدية صيدا” و”تجمع المؤسسات الأهلية” في صيدا، وبالشراكة مع الجمعيات الأهلية الإجتماعية والصحية والثقافية والكشفية والرياضية، المؤسسات التربوية من جامعات وثانويات ومهنيات، الهيئات الإقتصادية: “غرفة التجارة والصناعة والزراعة” في صيدا والجنوب “جمعية تجار صيدا وضواحيها” ،والمهن الحرة: “نقابة المحامين” و”رابطة الأطباء” في صيدا· “لــــواء صيدا والجنوب” يسلط الضوء على هذا المشروع·
تقدم المشاركين في الإحتفال اضافة إلى ممثل الوزير خليفة: ممثل النائب بهية الحريري الدكتور أحمد غزاوي، ممثل مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين رئيس “دائرة الأوقاف الإسلامية” في صيدا الشيخ سليم سوسان، ممثل الوزيرة السابقة ليلى الصلح عبد السلام مارديني، محافظ الجنوب العميد مالك عبد الخالق، القاضي الشرعي الشيخ أحمد الزين، المطران طانيوس الخوري، رئيس “اتحاد بلديات صيدا – الزهراني” الدكتور عبد الرحمن البزري ونائبه رئيس بلدية المية ومية رفعات بوسابا، رئيس بلدية حارة صيدا سميح الزين، رئيس “جمعية تجار صيدا وضواحيها” علي الشريف، وعدد من رؤساء وممثلي الجمعيات الإجتماعية، الهيئات الإقتصادية والنقابية والتربوية والرياضية والكشفية·
ماجد حمتو
بعد النشيد الوطني اللبناني وكلمة لعريف الإحتفال كامل كزبر، تحدث ماجد حمتو باسم “تجمع المؤسسات الأهلية” في صيدا، فأشار إلى أن ظاهرة الإدمان بدأت تدق أبوابنا بعنف، ويساعد على انتشارها الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور·
وأكد انه لا بد من المواجهة السريعة والفعالة والتصدي لكافة اشكال هذه الظاهرة، وخصوصاً الشريحة الأكثر عرضة لمخاطرها، أي فئات الشباب والمهمشين، والعمل المشترك الذي يطلق اليوم هو من أهم الأطر التي تمكننا من العمل بجدية·
مطاع مجذوب
نائب رئيس المجلس الإداري لـ “مركز الرحمة” مطاع مجذوب، رأى أن المشكلة تبدأ بما يشبه اللعبة الممتعة في اطار التجربة والإكتشاف، وسرعان ما يجد المرء نفسه أسيراً للعادة والإدمان، وبحاجة ماسة للمساعدة الطبية والإجتماعية للتخلص منهما، لذلك كان الإتصال بجميع المؤسسات والهيئات المعنية·
وقال: لم نقف عند حدود المؤسسات الأهلية، بل حرصنا على اشراك الدولة·· فجاء هذا المجلس ثمرة شراكة وتعاون بيننا للإرتقاء بمجتمعنا وتحصينه، وليتكاتف المجتمع بأسره وقواه الحية في سبيل دراسة واقع الإدمان في صيدا وجوارها·
د· عبد الرحمن البزري
بدوره رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري، شدد على أننا بحاجة إلى تعديل بعض القوانين والتشريعات تسهيلاً للتعرف على المدمنين لمساعدتهم، فلا يجوز الإكتفاء بمعاقبتهم وزج بعضهم في السجون·
وقال: من هنا تنبع أهمية أدوارنا كعناصر يتشكل منها المجتمع ولها دورها وفاعليتها كل في مجاله·
وأوضح أن بلدية صيدا التي تعتبر نفسها شريكاً أساسياً وفاعلاً في كل عمل اجتماعي صادق ستبادر بكل امكانياتها للتعاون مع الشركاء المؤسسين، ومن يريد الإنضمام لهذه الهيئة التي تمثل وجهاً حضارياً للمدينة ومنطقتها·
ممثل الوزير خليفة
ممثل الوزير خليفة الدكتور حسين خليفة، أكد أن الإدمان آفة اجتماعية تغزو مجتمعنا شيئاً فشيئاً، وإن كانت تتفاوت من منطقة إلى أخرى·
وقال: أثبتت الدراسات أن الإدمان يتسبب بتغيرات في خلايا الجسم، ويؤدي ذلك إلى حصول انحرافات واضطرابات سلوكية تؤثر سلباً في المستقبل، وتلحق الضرر الفادح في المجتمع، وتحسساً بهذا الواقع الذي تعاني منه شريحة كبرى من أبناء المجتمع، كان الواجب وسيبقى للعمل على خلق المبادرات وتحمل المسؤولية عبر اتخاذ جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية هذه الشريحة من كافة أشكال الضرر العائد عليهم وعلى المجتمع·
ورأى أن مسؤوليات الجمعيات الأهلية والإجتماعية والصحية والثقافية والكشفية والرياضية والمؤسسات التربوية والهيئات الإقتصادية ونقابات المهن الحرة، بذل ما في وسعها لمعالجة وضع الإدمان الذي إن بقي سيعود بالضرر على المدمنين وعلى المجتمع·
وأبدى خليفة استعداد وزارتي الصحة والشؤون الإجتماعية لمد يد العون لهذا المجلس، وذلك تحسساً بعبء المسؤولية الملقاة على عاتقه في معالجة مشاكل الإدمان.