على مسافة يوم واحد من الإقفال العام، تتسارع الخطى في صيدا لمواكبته بمختلف الإتجاهات، وبالرغم من الإعتراض عليه، الا انّ القطاعات التجارية والصناعية ستلتزم وتراقب كيفية التطبيق وصولاً الى تحقيق الهدف منه في مواجهة تفشّي “كورونا” من جهة، واعطاء المزيد من الوقت للطواقم الطبية والتمريضية من اجل التقاط أنفاسها، بعد تفاقم مشاكلها والاصابات في صفوفها واستكمال تجهيزاتها من جهة أخرى.
وبعد سلسلة لقاءات تنسيقية مع محافظ الجنوب منصور ضو وقادة الاجهزة الامنية والعسكرية، قال رئيس جمعية تجّار صيدا وضواحيها علي الشريف لـ”نداء الوطن”: “سنلتزم الإقفال بالرغم من معارضته، لكنّنا سنراقب التنفيذ يومي السبت والاحد في صيدا الادارية بكاملها ونبني عليهما، فاذا لم يكن عاماً وعلى المستوى المطلوب، فنحن في حِلّ منه، لأنّ القطاع التجاري يحتضر كغيره، ونحن بحاجة ماسة الى التقاط أنفاسنا وضخّ اوكسجين للإنعاش والحياة بحيث لا يكون على حساب أحد”.
في الخطة الموازية للإقفال والتعايش مع الفيروس، ثمّة إصرار في المدينة، من قواها السياسية وفاعلياتها البلدية والمؤسسات الأهلية والطبية، على دعم مستشفى صيدا الحكومي لاستكمال تجهيزه وتلبية حاجاته الأساسية الطبّية والتشغيلية اللازمة، لاستمراره في تقديم الرعاية الصحّية والإستشفائية للمرضى، ولا سيّما لحالات “كورونا”، في ظلّ عجز الدولة عن تأمين متطلّباته سريعاً، والأزمة المالية التي يعاني منها بسبب تأخّر صرف مستحقّاته ورواتب موظّفيه منذ ثلاثة أشهر”.
وأوضح ان “الدعم جاء عبر حملة أهلية ترجمة للمبادرة التي أعلنتها النائبة بهية الحريري باسم الاجتماع التنسيقي المواكب لمستجدّات “كورونا”، والذي ينعقد أسبوعياً في مجدليون، وتقوم على تأسيس صندوق (تمّ انشاء حساب مصرفي) لجمع التبرّعات المالية والعينية وفقاً للإحتياجات التي تحدّدها ادارة المستشفى، وقد بدأ هذا الصندوق بتلقّي التبّرعات والمساهمات من رجال اعمال ومؤسسات، وتحويلها الى المستشفى على شكل مواد طبّية وأولية وغذائية، تحت إشراف بلدية صيدا وجمعية تجّار صيدا وضواحيها، وبمتابعة من النائبة الحريري التي قدمت بدورها للمستشفى عبر مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة كمية من المستلزمات الطبية والأدوية. ولاقت المبادرة تجاوباً كبيراً لمساعدة هذا الصرح الإستشفائي العام، وساهمنا كجمعية تجّار بمبلغ من المال لتأمين بعض المستلزمات الطبية والأولية اللازمة لإستمرار عمله ودعم جهود طواقمه في مواجهة الأعباء”.
في المقابل، رفع تجمّع المؤسّسات الاهلية في منطقة صيدا جهوزيته الطوعية في الاتّجاهين: الاقفال العام ودعم المستشفى الحكومي. وقال أمين سرّه ماجد حمتو لـ”نداء الوطن”: “إنّ التجمّع كان يتمنّى ان تكون الإستثناءات أقلّ عدداً، وسنعمل بجِدّ على إنجاح الاقفال العام ومساعدة الطواقم الطبية على استعادة قوتها، وفي ظل عجز المؤسسات الاجتماعية الرسمية عن تقديم اي مساعدات، سنبذل قصارى جهدنا لتأمين ما أمكن من مساعدات عينية للعائلات الفقيرة والمتعّففة والتي حجرت في منازلها وتوقّف معيلها عن العمل، الى جانب استمرار المراكز الصحّية في تقديم خدماتها الطبية”، مؤكّداً انّ دعم المستشفى الحكومي واجب وكنّا من السبّاقين لذلك، ولن نتأخّر اليوم عن تقديم اي مساعدة، لجهة المواد الطبية والغذائية وحتى الوجبات الساخنة للمرضى لتحقيق الهدف المنشود”.