المكتب الإعلامي لأمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد:
دعا أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد الشعب اللبناني إلى تجاوز انقساماته الطائفية والمذهبية والفئوية للمطالبة بحقوقه الاجتماعية والحياتية، مؤكداُ أن توجهات الدولة اللبنانية السياسية والاقتصادية والاجتماعية أدت إلى مزيد من التدهور في الأوضاع في جميع المجالات. كما دعا إلى تفعيل الحركة الشعبية، بخاصة في ظل ما يواجهه لبنان من أوضاع مضطربة ومخاطر وتحديات لها انعكاسات على الشعب العربي كافة.
كلام سعد جاء خلال لقاء جمعه بممثلي المؤسسات الأهلية في المدينة، وتخلل اللقاء نقاشً حول أبرز القضايا المهمة التي تتعلق بالساحة الصيداوية خاصةً، والساحة اللبنانية عامةً، على مختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
واستنكر سعد خلال مداخلة له دور بعض الأنظمة العربية التي عملت على الانخراط في تسويات مع العدو الصهيوني على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة، بدءاً من حق العودة. وقال:” هناك من فرط بالحقوق الوطنية، وعمل على بناء علاقات علنية وسرية سياسية وامنية واقتصادية واعلامية على حساب الشعوب. وهناك من يدعو إلى فتح صراع آخر غير الصراع مع العدو ذي طابع طائفي ومذهبي من شأنه تبديد الطاقات وهدر الحقائق الموضوعية. كما أن هناك استخداما رخيصا للمشاعر والعواطف وتغييبا للعقل والفهم من خلال اثارة النعرات التي يقوم بها كبار اغنياء السنة، واغنياء الشيعة، واغنياء المسيحيين، الذين يتحكمون بمفاصل السلطة ويدفعون الناس للوقوف على ابوابهم”.
واوصى سعد ببذل الجهود في مواجهة كل من يمارس مختلف أشكال الدجل السياسي والديني والإعلامي ويستخدمه لمآرب سياسية، مؤكداً أن الأديان كافة تدعو إلى المحبة والإخاء والوحدة والعدالة، لا إلى تحريض الناس بعضهم على بعض.
كما استنكر كل من يسعى إلى إشاعة الظلام في مجتمعاتنا لصالح تنمية العصبيات. وأكد سعد على الجهود التي يقوم بها التنظيم الشعبي الناصري في الدفاع عن صيدا والتوجهات الوطنية فيها حماية للمدينة من الصدام الاهلي الذي قد تواجهه في حال لم نعتمد على الوعي.
وفي ما يتعلق بصيدا، أكد سعد أن الأحداث الأخيرة أثرت سلباً على المدينة وعلى مصالح اهلها. كما حصل تشويه لصورة المدينة وموقعها الوطني الكبير بتاريخه وجغرافيته. وقال سعد:” نحن لا نخجل من موقفنا الوطني، كما أننا نمتلك القدرة والخبرة والإرادة لمواجهة التحديات. ولدينا القدرة على الاعتذار عند وقوع أي خطاً، ونأمل أن تمتلك سائر القوى السياسية الأخرى الجرأة ذاتها. هناك قوى سياسية تمارس التعبئة المذهبية، منها ما هو ظاهر ومنها ما هو مستتر”.
وحول واقع الحركة الشعبية اكد سعد أنها كانت مؤثرة في بعض المحطات، ولكنها غير فعالة ومشرذمة الآن. كما أن هناك محاولات لفرض الظلامية وطمس الانوار، لذلك لا بد من إعلاء صوت العقل على صوت العصبيات والغرائز. ودعا سعد إلى تغليب الجوامع الوطنية والانتماء الوطني على الانتماءات الأخرى. كما دعا إلى التنبه للمحاولات التي يقوم بها البعض لجر الوضع الفلسطيني وتوظيفه في الصراع الداخلي في لبنان بخلفية طائفية ومذهبية. كما انتقد سعد دور بعض وسائل الإعلام التي تقوم برعاية حالات شاذة. وقال:” نحن كقوى وطنية من حقنا أن نقول إننا لا نريد الالتقاء مع قوى سياسية لا نلتقي مع مواقفها، كما إننا لن نكون في يوم من الأيام عقبة في الحرص على مدينة صيدا وأهلها”.
بدوره أمين سر التجمع ماجد حمدتو استذكر دور الشهيد معروف سعد الوطني، وأشاد بالدكتور أسامة سعد ودوره كزعيم وطني، ودوره في تطوير العمل الاجتماعي والأهلي. كما شدد على العمل المشترك اللبناني – الفلسطيني في إطار التجمع.
تميز اللقاء الذي جمع سعد بممثلي المؤسسات الأهلية بالحوار، حيث تم التشديد على ضرورة توعية الجيل الشاب في ظل وجود من يسيء للمجتمع. إضافة إلى دعوة الجميع لبناء عقد اجتماعي وطني لحماية مدينة صيدا التي تعتبر عاصمة المحبة والديمقراطية ومدينة للتنوع السياسي والثقافي. كما دعا المشاركون في مداخلاتهم إلى رفع صوت العقل مقابل صوت الفتنة. فصيدا هي مدينة التنوع السياسي، والحركة الشعبية أسقطت مشاريع كثيرة، كما أن الانقسام اللبناني لن يكون لمصلحة اللبنانيين. كما دعوا إلى التوعية على حقوق الإنسان الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بخاصة بعد سعي البعض لتشويه وجه المدينة، وتغييب الطابع الثقافي النشط الذي كانت تتميز به في السابق. كما طالب الحاضرون بالمحافظة على المساحة الوطنية في صيدا، لأن المسؤولية الوطنية تدفعنا إلى الحفاظ على مستقبل المدينة الوطني والتعددي. فامن صيدا فوق كل المواقف، وحفاظاً على امن المدينة لا بد من عزل الحالة الجديدة الشاذة القائمة فيها.