بقلم مصعب حيدر الصيداوي – فايسبوك:
في ظهيرة يوم السادس عشر من أيلول 1982كانت مدينة صيدا تخضع لقرار منع التجول الذي أصدره الجيش اليهودي اثر اغتيال بشيرالجميل الذي أعقبه انتشار مسلحي ” القوات اللبنانية ” وحزب الكتائب وفتكهم بالعديد من أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني . كان الجيش الصهيوني في هذه الاثناء يتقدم باتجاه بيروت الغربية؛ وكنا حوالي خمسين شخصا نتحضر لتشييع الشهيدين سليم حجازي وبلال عزام . كنا في منزل الحاج صلاح الدالي بلطة والد الشيخ الراحل محمد دالي بلطة على دوار الست نفيسة ننتظر وصول جثماني الشهيدين من المستشفى الحكومي . لم نسمع صوتا لوالدة الشهيد سليم التي حافظت على رباطة جأشها وكانت قمة في الصبر والصمود والاحتساب عند الله . لم يتسنى لنا أن نتوجه الى منزل الشهيد بلال عزام بسبب منع التجول . سرنا في تلك الجنازة الصغيرة والشوارع مقفرة حتى اننا لم نرى اناسا على الشرفات . وكانت دوريات مسلحي الكتائب والقوات تكرر استفزازنا بعد ان اخلى الصهاينة لهم شوارع المدينة . صلينا على الشهيدين في مسجد الزعتري وتوجهنا الى المقبرة لنزرع في الثرى ما أنبت لنا أشجار الحرية وأطعمنا من ثمار العزة والكرامة . يوم لاينسى حفر في ذاكرتي الى الأبد . صباح الخير يا أحبتي الساعة الان الرابعة وسبع دقائق من فجر السادس عشر من أيلول 2013 أي بعد 31 عاما من ذلك التاريخ .الصلاة خير من النوم.