-
محمد دهشة, السبت 2 آب 2014 05:00
حراك محمد الاحتجاجي، جسد انعكاس العدوان الصهيوني المتواصل على غزة على تفاصيل الحياة اليومية للاجئين الفلسطينيين في لبنان وتحديدا في المخيمات حيث فجر الغضب من المجازر لا سيما في الايام الاخيرة بعدما تضاعف عدد الشهداء والجرحى، طاقات الشباب لابتداع افكار تضامنية جديدة تتكامل مع تكسير روتين الوقفات والاعتصامات والمسيرات رغم اهميتها للتعبير عن موقف رافض للعدوان والصمت المطبق.
يؤكد محمد، ان الصمت بلغ حد الخيانة، لم يعد بمقدورنا الصبر على ما نرى من مجازر، فأردت توجيه رسالة الى من يعنيه الامربـ “ان المقاومة هي الاساس لتحقيق الانتصار والصواريخ طريقها، ولن نتخلى عنها مهما كانت التضحيات والجراح”، داعيا “جيل الشباب الى ابتداع افكار متطورة لان ذلك جزء من المعركة وهذا لا يستهان به كجزء من الصمود واظهار الحق الفلسطيني امام التزوير الاسرائيلي وتشويه الحقائق”.
في المخيم،الحراك الاحتجاجي لم يهدأ لا في ساعات النهار ولا الليل، اطلق بعض ابنائه، حملات فردية للتبرع بالمال ودعم صمود المنكوبين في غزة، ودعم المجهود الحربي ايضا، على قاعدة انه اقل الواجب تجاه من يقدم الارواح والدماء، وفق ما يقول محمد قبلاوي الذي اكد ان الحراك بكل اشكاله يجب ان يستمر حتى يتوقف العدوان”، مضيفا “ان اقامة خيمة عزاء واقامة صلاة الغائب عن روح الشهداء والغاء مظاهر العيد كلها وسائل للتعبير عن التضامن مع غزة وجرحها النازف”.
قوس النصر
في صيدا تؤأم غزة، لم تكتف بلدية صيدا والمؤسسات الاهلية بتنظيم وقفة تضامنية، بل رفعت قوس نصر عند مدخل صيدا الشمالي في منطقة الأولي، المدخل الرئيسي الى الجنوب المقاوم، الذي هزم العدو الصهيوني في ايار عام 2000 حيث اجبره على الانسحاب ذليلا دون قيد او شرط والذي انتصر في عدوان تموز عام 2006، وذلك في مقاربة بما يجري في غزة اليوم من عدوان وامال بالانتصار، وقد كتب على قوس النصر “تحية إلى غزة توأم صيدا، “غزة تقاتل وتنتصر”وقد جلل قوس النصر بالعلمين اللبناني والفلسطيني.
وكي لا تبقى الجهود مبعثرة وتحقق هدفها، أخذ “تجمع المؤسسات الاهلية”في منطقة صيدا على عاتقه بوتقة التحركات ومحاولة توحيدها بهدف مواكبة العدوان ومرحلة ما بعده،عبر الاجابة عن التساؤل كيف يمكن مناصرة ودعم المنكوبين عمليا الى جانب الحراك الاحتجاجي، يقول منسق التجمع ماجد حمتو، ان هذا السؤال مطروح اليوم بقوة ونحاول الاجابة عنه، ان لجهة جمع التبرعات او تأمين الادوية او الالبسة او الاغذية وسواها من الاحتياجات الضرورية، كل على طريقته وعلى قاعدة تكامل الجهود كي تكون مثمرة، لقد طرحنا جملة افكار وهناك مناقشة حولها للوصول الى افضل طريق للمساعدة.
اما رئيس رابطة الاطباء في صيدا الدكتور نزيه نور الدين البزري، فقد اعلن باسم الجسم الطبي عن الاستعداد للتوجه الى غزة للمساعدة في تخفيف المعاناة الطبية وتقديم العون حالما تتوفر الظروف المناسبة وتأمين الضمانات للوصول، قائلا “كلنا نشعر بألم غزة ومصابها كبير من الاطفال والنساء والرجال وهم احوج ما يكونون الى بلسمة الجراح”.
العلم والشال
وتحت شعار “فلسطين توحّدنا” و”نصرةً لأهلنا في غزة”، دعت سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أبناء الشعب في لبنان لِرَفع العلم الفلسطيني عالياً على الأبنية تعبيراً عن الوحدة الوطنية وتضامناً مع أهلنا في غزة ونصرةً لصمودهم، مؤكدة “ما النصر إلا صبر ساعة”، فيما فضل الكثير من ابناء المخيمات لبس الثياب السوداء حزنا، وقد اطلق عشرات الشبان دعوة للتوجه الى الحدود الجنوبية الدولية حيث النقطة الاقرب الى فلسطين المحتلة يوم الاربعاء المقبل للتعبير عن التضامن مع غزة، ويجري العمل على تأمين الوصول بعدما عمدت القوى الامنية الى تجميد العمل بتصاريح دخول الفلسطينيين الى المنطقة بعد اطلاق دفعات من صواريخ على المستعمرات الاسرائيلية.
واطلقت الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية – انتماء، فكرة للتفاعل الشخصي والعام مع غزة، اذ دعت الى “ارتداء الشال” الفلسطيني بدءا من اول ايام العيد وطوال ايام العدوان إيماناً منها بوحدة الشعب الفلسطيني وتضامن الشعوب مع قضيته العادلة، وتأكيداً على الحفاظ على الهوية الفلسطينية والانتماء إلى فلسطين وعلى حق العودة والثقة بتحقيقه من خلال نهج الصمود والبطولة الذي يسطره الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
ويؤكد الناشط في الحملة سامي حمود، ان توحيد الزي بارتداء “الشال الفلسطيني” ليس فقط تعبيرا عن التضامن بل هو تأكيد على التمسك بالارض، وهي حملة متدحرجة تهدف الى نصرة الشعب الفلسطيني ورفع الصوت وقد اطلقنا كذلك الحملة الكترونياً من خلال الهاشتاغ والعمل على تغيير صورة البروفايل في مواقع التواصل الاجتماعي.
النصر قريب
يذكر ان الكثير من الناشطين الاجتماعيين الفلسطينيين دعوا الى الغاء مظاهر العيد، وعدم شراء الحلوى او توزيعها والاكتفاء بالقهوة والتمر كتعبير عن الحداد والتضامن مع شعب غزة الجريح، وتقول الناشطة زينب جمعة وهي رئيسة جمعية زيتونة التي نظمت سلسلة من النشاطات الاحتجاجية، ان الغاء مظاهر العيد كان تعبيرا عن الحزن، اذ كيف نفرح وشعبنا يذبح، نريد ان نؤكد بتضامننا اننا شعب واحد في الداخل والخارج وان العدو الاسرائيلي لن يهزمنا وسنبقى صامدين في ارضنا وسنعود اليها”.
ويقول فادي الخطيب، ان رئيسة البرازيل ديلما روسيف بكت اطفال غزة، وحكومتها قررت سحب السفير من اسرائيل”، في مشهد هز العالم، فكيف بنا نحن لا نبكي ابناء جلدتنا ونتضامن معهم في السراء وفي كل شيء، ندعو الله ان يثبت اقدام المجاهدين ويحقق النصر القريب”.