تفعيل إستراتيجية التصدّي للاعتداءات الإسرائيلية ودعم النازحين السوريين
بقلم سامر زعيتر
وضع خطة للطوارئ، تتطلب استراتيجية متكاملة فيما بين القطاعين الرسمي والمدني، لمواجهة الأزمات المستجدّة دون الوقوع في فخ الصدمة الأولى، حيث تُشكّل «عاصمة الجنوب» – صيدا، انموذجاً يحتذى في تصدّي المجتمع المحلي للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان…
واليوم تزداد الأعباء على كاهل المدينة بفعل مواكبتها لملف النازحين السوريين، لكن التنسيق فيما بين القطاعين الرسمي والمدني، أثمر عن إنشاء خلية طوارئ بفضل جهود محافظ الجنوب منصور ضو وفاعليات المدينة وعلى رأسهم النائب بهية الحريري وقادة الأجهزة الأمنية، حيث من المقرر أن تشهد المدينة مناورة كبرى تحاكي الكوارث الحربية والطبيعية، تستنفر خلالها جميع الأجهزة والقطاعات…
كل ذلك يتكامل مع دور «تجمع المؤسسات الأهلية» الذي يضم 65 جمعية متنوّعة المشارب والانتماءات، ولكنها تعمل كخلية نحل واحدة ضمن استراتيجية تتجدد كل 3 سنوات، فيما يعكف «اتحاد الجمعيات الاغاثية» على تقديم العون للنازحين السوريين، فإنه يواصل جهوزيته للتصدّي للطوارئ والتطوّرات الجنوبية…
«لـواء صيدا والجنوب» يُسلط الضوء على استعدادات مدينة صيدا للتصدّي لأي عدوان محتمل ومواجهة الكوارث الطبيعية…
اجتماعات تنسيقية ومناورة كبرى
تنشط على أكثر من صعيد اللقاءات بين فاعليات المدينة وقادة أجهزتها الرسمية والأمنية، لتفعيل خطط الطوارئ والتصدّي لأي عدوان إسرائيلي محتمل، ولهذه الغاية دعت النائب بهية الحريري لاجتماع تنسيقي في مجدليون شارك فيه: محافظ لبنان الجنوبي منصور ضو، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، رئيس «جمعية تجار صيدا وضواحيها» علي الشريف، قائد منطقة الجنوب الإقليمية للدرك العميد سمير شحادة ومنسق عام «تيار المستقبل» في الجنوب الدكتور ناصر حمود.
وجرى خلال اللقاء البحث في سبل تعزيز الأطر والأجهزة التي تعنى بالاغاثة على صعيد المدينة والجوار، وإيجاد آلية دائمة للتنسيق فيما بينها وبالتعاون مع هيئة إدارة الكوارث والجهات الرسمية والأمنية المختصة.
وكانت النائب الحريري التقت للغاية نفسها مسؤول مكتب مخابرات الجيش اللبناني في صيدا العقيد ممدوح صعب، وكان اللقاء مناسبة لعرض تطوّرات الوضع جنوباً والوضع الأمني في صيدا ومنطقتها.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن محافظ الجنوب ضو يعقد اليوم (الأربعاء) لقاءً لهيئة إدارة الكوارث، لبحث خطة متكاملة في هذا المجال، والإعلان عن تنفيذ مناورة كبرى تحاكي حدوث كوارث وأزمات والوقوف على جهوزية كافة القطاعات.
إستراتيجية الطوارئ لتجمّع المؤسسات
{ بموازاة ذلك، يواصل «تجمع المؤسسات الأهلية» في مدينة صيدا القيام بدوره بتحديث خطة الطوارئ للتجمع الذي يضم 65 جمعية متنوّعة المشارب والخدمات، وفق ما أشار المنسق العام للتجمع ماجد حمتو إلى «أن مواجهة الطوارئ هي جزء من مهام التجمع، خاصة أن لبنان معرّض بشكل دائم للاعتداءات الإسرائيلية والتي تشهد التجارب على ذلك، فالاعتداءات المتكررة منذ العام 1982 وخلال الأعوام 1993 و1996 و2006 شكّلت معاناة كبيرة للناس، من هنا فإن خطة الطوارئ تسير بالتوازي مع العمل التنموي للتجمع، ويتم ذلك من خلال التخطيط الاستراتيجي، فخطة الطوارئ تندرج ضمن هذا التخطيط، ويتم تطوير هذه الخطة بشكل دائم ومستمر، حيث يتم الإستفادة من الأحداث المتكررة على لبنان لتطوير الخطة والارتقاء بها نحو الأحسن».
وشدد على «أن الخطة لها طابع استراتيجي ويعاد النظر بها كل 3 سنوات، فالخطة الحالية هي الممتدة من العام 2012 إلى العام 2015، ومن المفترض أن نقوم خلال هذا العام بإعادة تقييم الخطة ورؤية إذا ما كان وضعها يتناسب مع التطوّرات الحاصلة خلال السنوات الماضية، ومواكبة التطوّرات الحاصلة بسبب الأزمة السورية وتطوّر الخدمات التي قدّمت للنازحين السوريين في المجال الصحي والاجتماعي والتربوي بالتنسيق مع «اتحاد الجمعيات الاغاثية» التي تقدّم خدماتها للنازحين».
وأوضح «أن المؤسسات تقوم بدورها وعملها في مجال رعاية النازحين السوريين بشكل يومي، ولكن ربط هذا الملف بالخطة الاستراتيجية لم يتم حتى الآن، وما نقوم به كمجتمع مدني يتكامل مع عمل محافظة الجنوب التي بدأت من خلال المحافظ ضو بتطوير خطة طوارئ لمواجهة الأزمات والكوارث، وهذه الخطة تلحظ أيضاً الكوارث الطبيعية وعدم اقتصارها على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، ونحن تجمع أعضاء في خلية الأزمة التي تشكّلت في محافظة الجنوب واستطاعات تطوير خطة الطوارئ، وبدعم كامل من محافظ الجنوب وتعليمات من وزارة الداخلية وبمشاركة الفاعليات المحلية من أجهزة رسمية والقطاع الخاص والبلدية».
واعتبر حمتو «أن الأزمة السورية أثّرت على خطط الجمعيات التنموية وتمويلها، ولكن من خلال تجربتنا في الفترة الماضية، فإن اعتمادنا يكون على المجتمع المحلي، الذي لم يتأخّر عن القيام بدوره من خلال الدعم في الموارد البشرية والمادية، فضلاً عن شراكتنا مع عدد من المؤسسات الدولية التي تأخذ بعين الاعتبار أن الوضع في لبنان يتعيّن وجود خطة طوارئ دائمة وليست طارئة، تأتي من ضمن صلب عمل التجمع، وتمكّن مؤسسات التجمع الذي يضم 65 جمعية متنوّعة في تقديماتها الاجتماعية والصحية والتربوية والرعائية، إغناء العمل في حالة الطوارئ، حيث تضم أيضاً جمعيات تعمل في مجال الإعاقة والأمراض المزمنة، وكل ذلك يثري عمل التجمع ودوره في مواجهة الأزمات المستجدة».
جهوزية لإغاثة النازحين
{ أما بلدية صيدا و«اتحاد الجمعيات الاغاثية» فقد وضعا كامل جهوزيتهما مع بداية التطوّرات الأخيرة في الجنوب بالتناغم مع مواصلة دعم النازحين السوريين، وفق ما أوضح عضو مجلس بلدية صيدا ومسؤول ملف النازحين فيها ورئيس «اتحاد الجمعيات الاغاثية» في مدينة صيدا كامل كزبر «بأنه منذ 3 سنوات نعمل ضمن إغاثة النازحين السوريين في صيدا، ولكن بعد التطوّرات الأخيرة والعملية التي حدثت في جنوب لبنان، ومن خلال خبرتنا بما حدث في العام 2006، قام الاتحاد بالتواصل مع كافة جمعيات المجتمع المدني في مدينة صيدا، وطلب منهم الاستعداد لأن يكونوا على أكمل جهوزية في العمل الاغاثي، وترقّب أي عدوان محتمل من الاحتلال الإسرائيلي، وكان تجاوب الجمعيات فاعلاً، حيث أكد الجميع على جهوزية عالية لمواجهة أي طارئ، سواء على الصعيد الإغاثي أو الطبي أو الايوائي».
وأوضح «أن الشيء المميّز في مدينة صيدا، هو قيام الجمعيات بعقد اجتماعات بشكل مستمر، الأمر الذي يؤمّن تحديث المعلومات والبقاء على جهوزية عالية، حيث تقوم الجمعيات بالتعريف عن المواد المتوافرة لديها والتي تندرج ضمن خطة الطوارئ وتعد قيد التوزيع، وقد أبدت الجمعيات جهوزيتها لمواجهة أي طارئ قد يحدث، كما تم التواصل مع العديد من التجار في مدينة صيدا لمعرفة المخزون من المواد الغذائية، وحصر تعداد الفرش والبطانيات المتوافرة في المدينة، كما طلبنا من الجمعيات التي تهتم بالشق الطبي وضع سيارات الإسعاف على أكمل جهوزية، وتأمين المواد الأولية لحالات الطوارئ والاغاثة في المستوصفات والعيادات النقالة».
وأكد كزبر أنه «في حالة حدوث أي أمر، وبدء النزوح من المناطق باتجاه المدينة، سيكون الحل الأول هو فتح أماكن الإيواء، حيث سيتم أولاً فتح المدارس الحكومية بناء على الخطة المعدّة، وإنشاء غرفة طوارئ، ووضع خط ساخن في بلدية صيدا والسراي الحكومي باشراف محافظ الجنوب ضو».