نبيل السعودي
مرة جديدة تثبت القضية الفلسطينية مركزيتها بين القضايا العربية هذه الايام بعد التحولات التاريخية التي تشهدها المنطقة ،ويثبت ابطال فلسطين وأجيالها الجديدة ان قضيتهم هي البداية والمنطلق لإي تعهدات محتملة في التسويات القادمة التي هي الاساس في الحلول المتداولة بل هي ركيزة الحلول المقترحة في المنطقة.
وما تشهده المنطقة اقليمياً ودوليا ما هو الا اعادة توزيع وتقاسم نفوذ بين الاطراف الاقليمية والدولية وذلك نتيجة موازين القوى المستجدة بعد التسونامي الدموي الذي اجتاح المنطقة العربية بدءً من ليبيا مروراً باليمن والعراق وصولاً الى سوريا وما زال يحصد الآلاف من القتلى والجرحى اضافة الى التهجير والتغيير الديمغرافي الحاصل في عدة مناطق من العراق وسوريا خاصة .
إن الفوضى الخلاقة التي بشرونا بها مع بداية الالفية الثالثة والاحلام الاستعمارية في المنطقة بعد مرور قرن على الانتدابات الاجنبية على المنطقة، جميعها تتهاوى على اسوار القدس، وتبقى القدس عروس عروبتنا الحقيقية البعيدة عن الشعارات الطنانة ، ويبقى اهلها طليعة المقاومين ضد الاحتلال وأمل المستقبل في تحريرها من رجس الصهاينة. نعم ان اهل القدس وفلسطين هم الاساس في عملية التحرير واثبتوا رغم التحديات والظروف الصعبة التي مرت وتمر عليهم يومياً ان اطفال انتفاضات الأمس اصبحوا ابطال اليوم رافعي الراية وفي قلوبهم نبض القضية. وبنضالهم يؤكدون انهم محور القضية القومية لانهم يصححون اتجاه البوصلة للأجيال الجديدة ويوجهون تضحيات الامة نحو العدو التاريخي لأمتنا.
وما العملية البطولية لابطال القدس الا دليلا على ان القدس رمز القضية وستبقى زهرة المدائن عصية على كل المؤامرات ، من تهويد وبناء مستوطنات ،وتهجير لسكانها الاصليين وتغريبها عن العالم العربي وحتى التعاطي مع احداثها على الاعلام العربي كان عادياً في مختلف وساءل الاعلام الا القليل منها الذي يتقل الاحداث مباشرة على الهواء.
واخيرا ما احوجنا اليوم في عالمنا العربي الى هذا النفس الثوري والروح النضالية التي يتمتع بها المقدسيون . ما احوجنا اليوم جميعاً ان نولي وجوهنا شطر المسجد الاقصى والقدس الشريف قبلة المسلمين وثالث الحرمين الشريفين فهنا الوجهة الحقيقية لمعركة الامة ولخلاصها من الجاهلية المتجددة القادمة الينا.