توصل زعماء العالم خلال مؤتمر الأمم المتحدة بشأن المناخ إلى اتفاق تاريخي يمكنه حماية مستقبلنا. هذا ما طالبنا به وتظاهرنا لأجله، ووقعنا على العرائض وتبرعنا وأرسلنا آلاف الرسائل أملاً في تحقيقه: إنها نقطة تحول مفصلية في تاريخ البشرية.
يهدف الاتفاق إلى خفض صافي الانبعاثات إلى الصفر: أي تحقيق التوازن بين الانبعاثات البشرية المصدر وبين عمليات إزالتها. وحين تبدأ الدول في اشتراع القوانين والسياسات الضرورية لتنفيذ اتفاقية باريس، فسوف يكون خيار الاعتماد على الطاقة النظيفة الخيار الأفضل والأقل تكلفة والأكثر فاعلية في تنفيذ الوعود التي قُطعت في باريس. هذه الاتفاقيةُ منحتنا الأرضيةَ اللازمة لتحقيق أحلامنا بمستقبل آمن للأجيال القادمة.
من رحم الأزمات الكبرى تمخضت أجمل الرؤى في تاريخ البشرية. فقد ساهمت الحرب العالمية الثانية في ولادة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي وضع معايير جميلة ودائمة لاحترام إنسانيتنا وقدراتنا كبشر دون أي تمييز، وأدت نهاية حقبة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا إلى إقرار الدستور الأكثر تقدماً وبصيرةً في العالم. |
تحتاج مثل هذه الأحلام والرؤى الطموحة إلى حراك يؤمن بها ويقاتل من أجل تحقيقها. وحراكنا اليوم لن يكون استثناء عن تلك القاعدة.