رام الله :
مؤلمة هي حكايات الأسرى الفلسطينيين. معظمها يعكس بشاعة الاحتلال الاسرائيلي، وينادي الإنسانية للتدخل، لا سيما عندما يكون المعتقل طفلا تعرّض لتعذيب فاق الوصف، وتراوحت أشكاله بين الضرب والشتم والتحقير والمنع من النوم، وصولاً إلى إبقائه عارياً وجائعاً وعطشاً تحت هواء مكيّف بارد، ومن ثم التبوّل عليه.
هذا ما حصل مع الأسيرين الطفلين محمد طارق عبد اللطيف مخيمر (13 عاما) ومحمد ناصر علي رضوان (16 عاماً)، وهما من سكان قرية بيت عور في قضاء رام الله.
وروت محامية الطفلين هبة مصالحة لـ«السفير» ما حدث معهما منذ لحظة الاعتقال، وحتى تقديمهما للمحاكمة، بعدما حصلت منهما على تصريح مشفوع بالقسم بخصوص الرواية التي سرداها لها عما ارتكب بحقهما من جريمة.
وتنقل المحامية عن الأسير مخيمر قوله: «لقد قام رجال حرس الحدود بضربي على ظهري عند اعتقالي، ومن ثمّ أوقعوني أرضا مع صديقي محمد، وقاموا بضربنا على جميع أنحاء جسدينا بأيديهم وأرجلهم وأكعاب البنادق. وبعدها أدخلونا غرفة مرحاض، وطلبوا منا خلع ملابسنا بالكامل، وأبقونا عاريين ليومين، وقاموا بتشغيل مكيف الهواء البارد طيلة فترة احتجازنا هناك من دون أن يقدموا لنا طعاما أو شرابا ولا حتى القليل من الماء».
وتنقل المحامية مصالحة أن الطفلين خلال فترة الاحتجاز داخل الحمام، «ونظرا للعطش الشديد الذي أصابهما شربا من ماء
المرحاض. كما أنهما لم يناما طيلة يومين، حيث كان الجنود يوقظوهما كلما همّا الى النوم».
أضافت « أبشع ما مر به الطفلان هو تبول الجنود الذين احتجزوهما عليهما، حيث كانوا بدلا من التبول داخل المرحاض يتبولون مباشرة على جسدي الطفلين العاريين». وتنقل عن الطفل مخيمر» كان الجنود يتبولون على كل وجوهنا وأجسادنا، وبعدما ينتهون، يبدأون بالضحك، وقد التقطوا لنا صورا ونحن في هذه الحال».
وتروي المحامية أنه «بعد يومين من الاحتجاز الذي كان داخل نقطة تابعة للجيش، وليس في معتقل، تم نقل الطفلين إلى سجن بنيامين، وجرى التحقيق مع الأسير محمد مخيمر من الساعة العاشرة ليلا حتى الثالثة صباحا، وهو اليوم موجود في سجن ريمونيم، فيما الطفل الآخر محتجز داخل سجن عوفر، ينتظران موعد المحاكمة». وتقول مصالحة إن «ستة أطفال آخرين من القرية نفسها مروا بالظروف نفسها تقريبا، والتهم الموجهة للجميع هي إلقاء الحجارة».
وقد تم اعتقال الطفلين في قرية بيت عور بجانب الجدار المقام على أراضيها خلال شهر تموز الماضي، والنقطة التي اعتقلا فيها هي معسكر تابع لجيش الاحتلال قرب القرية.
ووفق آخر إحصائية لوزارة الأسرى الفلسطينية، فإن عدد الأطفال المعتقلين في السجون الإسرائيلية يبلغ 400 أسير.
إلى ذلك، (أ ف ب) اظهرت دراسة نشرتها منظمة حقوقية أمس، حول الكلفة الانسانية للتوسع الاستيطاني، ان الاطفال الفلسطينيين يتعرضون لمزيد من الاعتداءات على ايدي مجموعات المستوطنين الاسرائيليين.
وحققت الدراسة التي اجرتها الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال على مدى اكثر من عامين، في 38 حادثة منفصلة لاعمال عنف مارسها مستوطنون ضد فلسطينيين قاصرين نتجت عنها وفاة ثلاثة اطفال واصابة 42 آخرين. وكشفت تفاصيل هذه الاعتداءات في شهادات تم الادلاء بها تحت القسم وجمعتها الحركة في تقرير بعنوان «تحت الهجوم: عنف المستوطنين ضد الاطفال الفلسطينيين في الاراضي المحتلة».
وأظهرت الدراسة ان اعمال العنف هذه تقوم بها عادة مجموعات من المستوطنين وتتمثل خاصة في مضايقات كلامية وترهيب واعتداءات جسدية وتخريب الممتلكات. وفي 13 من الحالات فتح المستوطنون النار على الاطفال، ما ادى الى مقتل ثلاثة منهم واصابة عشرة آخرين. كما تحدثت الدراسة عن 15 حالة من الترهيب والاعتداء الجسدي، كما تعرض الاطفال للرشق بالحجارة في تسعة حوادث اخرى.
وجاء في الدراسة انه في ثمان من الحالات تواطأ الجنود في الهجوم إما عن طريق المشاركة فيه او غض النظر عما يحدث او بمعاقبة الضحايا بدلا من معاقبة المعتدين.
واظهرت الدراسة كذلك ان اسرائيل لا تطبق القانون ولا تعاقب المستوطنين على افعالهم «ما خلق جوا يتمتع فيه المستوطنون بالحصانة ويجعل الخوف يسيطر على حياة الفلسطينيين».
مؤلمة هي حكايات الأسرى الفلسطينيين. معظمها يعكس بشاعة الاحتلال الاسرائيلي، وينادي الإنسانية للتدخل، لا سيما عندما يكون المعتقل طفلا تعرّض لتعذيب فاق الوصف، وتراوحت أشكاله بين الضرب والشتم والتحقير والمنع من النوم، وصولاً إلى إبقائه عارياً وجائعاً وعطشاً تحت هواء مكيّف بارد، ومن ثم التبوّل عليه.
هذا ما حصل مع الأسيرين الطفلين محمد طارق عبد اللطيف مخيمر (13 عاما) ومحمد ناصر علي رضوان (16 عاماً)، وهما من سكان قرية بيت عور في قضاء رام الله.
وروت محامية الطفلين هبة مصالحة لـ«السفير» ما حدث معهما منذ لحظة الاعتقال، وحتى تقديمهما للمحاكمة، بعدما حصلت منهما على تصريح مشفوع بالقسم بخصوص الرواية التي سرداها لها عما ارتكب بحقهما من جريمة.
وتنقل المحامية عن الأسير مخيمر قوله: «لقد قام رجال حرس الحدود بضربي على ظهري عند اعتقالي، ومن ثمّ أوقعوني أرضا مع صديقي محمد، وقاموا بضربنا على جميع أنحاء جسدينا بأيديهم وأرجلهم وأكعاب البنادق. وبعدها أدخلونا غرفة مرحاض، وطلبوا منا خلع ملابسنا بالكامل، وأبقونا عاريين ليومين، وقاموا بتشغيل مكيف الهواء البارد طيلة فترة احتجازنا هناك من دون أن يقدموا لنا طعاما أو شرابا ولا حتى القليل من الماء».
وتنقل المحامية مصالحة أن الطفلين خلال فترة الاحتجاز داخل الحمام، «ونظرا للعطش الشديد الذي أصابهما شربا من ماء
المرحاض. كما أنهما لم يناما طيلة يومين، حيث كان الجنود يوقظوهما كلما همّا الى النوم».
أضافت « أبشع ما مر به الطفلان هو تبول الجنود الذين احتجزوهما عليهما، حيث كانوا بدلا من التبول داخل المرحاض يتبولون مباشرة على جسدي الطفلين العاريين». وتنقل عن الطفل مخيمر» كان الجنود يتبولون على كل وجوهنا وأجسادنا، وبعدما ينتهون، يبدأون بالضحك، وقد التقطوا لنا صورا ونحن في هذه الحال».
وتروي المحامية أنه «بعد يومين من الاحتجاز الذي كان داخل نقطة تابعة للجيش، وليس في معتقل، تم نقل الطفلين إلى سجن بنيامين، وجرى التحقيق مع الأسير محمد مخيمر من الساعة العاشرة ليلا حتى الثالثة صباحا، وهو اليوم موجود في سجن ريمونيم، فيما الطفل الآخر محتجز داخل سجن عوفر، ينتظران موعد المحاكمة». وتقول مصالحة إن «ستة أطفال آخرين من القرية نفسها مروا بالظروف نفسها تقريبا، والتهم الموجهة للجميع هي إلقاء الحجارة».
وقد تم اعتقال الطفلين في قرية بيت عور بجانب الجدار المقام على أراضيها خلال شهر تموز الماضي، والنقطة التي اعتقلا فيها هي معسكر تابع لجيش الاحتلال قرب القرية.
ووفق آخر إحصائية لوزارة الأسرى الفلسطينية، فإن عدد الأطفال المعتقلين في السجون الإسرائيلية يبلغ 400 أسير.
إلى ذلك، (أ ف ب) اظهرت دراسة نشرتها منظمة حقوقية أمس، حول الكلفة الانسانية للتوسع الاستيطاني، ان الاطفال الفلسطينيين يتعرضون لمزيد من الاعتداءات على ايدي مجموعات المستوطنين الاسرائيليين.
وحققت الدراسة التي اجرتها الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال على مدى اكثر من عامين، في 38 حادثة منفصلة لاعمال عنف مارسها مستوطنون ضد فلسطينيين قاصرين نتجت عنها وفاة ثلاثة اطفال واصابة 42 آخرين. وكشفت تفاصيل هذه الاعتداءات في شهادات تم الادلاء بها تحت القسم وجمعتها الحركة في تقرير بعنوان «تحت الهجوم: عنف المستوطنين ضد الاطفال الفلسطينيين في الاراضي المحتلة».
وأظهرت الدراسة ان اعمال العنف هذه تقوم بها عادة مجموعات من المستوطنين وتتمثل خاصة في مضايقات كلامية وترهيب واعتداءات جسدية وتخريب الممتلكات. وفي 13 من الحالات فتح المستوطنون النار على الاطفال، ما ادى الى مقتل ثلاثة منهم واصابة عشرة آخرين. كما تحدثت الدراسة عن 15 حالة من الترهيب والاعتداء الجسدي، كما تعرض الاطفال للرشق بالحجارة في تسعة حوادث اخرى.
وجاء في الدراسة انه في ثمان من الحالات تواطأ الجنود في الهجوم إما عن طريق المشاركة فيه او غض النظر عما يحدث او بمعاقبة الضحايا بدلا من معاقبة المعتدين.
واظهرت الدراسة كذلك ان اسرائيل لا تطبق القانون ولا تعاقب المستوطنين على افعالهم «ما خلق جوا يتمتع فيه المستوطنون بالحصانة ويجعل الخوف يسيطر على حياة الفلسطينيين».