المكتب الإعلامي للدكتور أسامة سعد – صيدا سيتي:
استقبل رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد وفداً من اللجنة الدولية لاحياء ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا بمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين للمجزرة، يرافقه أعضاء تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا، وجمعية بيت أطفال الصمود. ضم الوفد ناشطين من دول أوروبية، وجمعيات أهلية غير حكومية، وإعلاميين أجانب، وحزبيين، من إيطاليا وفنلندا وأميركا وماليزيا، كما ضم الوفد حشداً من اهالي الشهداء وممثلي الجمعيات الاهلية. وشارك في اللقاء المنسق العام لتجمع المؤسسات الأهلية في صيدا ماجد حمتو، رئيس جمعية بيت اطفال الصمود الأستاذ قاسم عينا، السيدة منى سعد، السيد محمود البزري، والأستاذ توفيق عسيران. وقام أعضاء الوفد بوضع إكليل من الزهر على تمثال الشهيد معروف سعد.
سعد رحب بأعضاء الوفد وشكر لهم الزيارة التي يقومون بها سنويا لإحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، وقال:” يسعدني أن أرحب بكم في صيدا عاصمة الجنوب، وعاصمة المقاومة الوطنية اللبنانية. هذه المقاومة التي أجبرت العدو الصهيوني على الاندحار عن معظم الأراضي اللبنانية. أرحب بكم في مكتب التنظيم الشعبي الناصري الذي كان طرفاً فاعلاً في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ولا زال مستمراً في دعم كل حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وفي كل ساحة من الساحات العربية. ونحن نعتز بتواصلنا الدائم والمستمر مع قوى التحرر في العالم وكل الذين يرفعون شعار العدل والسلام في مواجهة الامبريالية العاليمة والقوى الرجعية في هذا العالم”.
وأضاف سعد:” إن الشخص الذي تكرمتم بزيارته ووضع اكليل من الزهر على تمثاله، الشهيد معروف سعد، هو أحد أبرز قادة التحرر العربي في هذه المنطقة. وشارك في تحرير لبنان وفلسطين من الاستعمار البريطاني والفرنسي. كما كان داعماً قوياً لحركات التحرر في الجزائر ومصر واليمن وكل المناطق العربية التي كانت ترضخ للسيطرة الاستعمارية. استكمل نضاله أيضاً من خلال الانخراط مع الثوار الفلسطينيين منذ عام 1936 عندما بدأت العصابات الصهيونية تأتي إلى أرض فلسطين. وشارك في عمليات المقاومة مع عز الدين القسام، والشيخ حسن سلامة، وغيرهم من الثوار الفلسطينيين. وفي العام 1948 شارك في معارك ضد الصهاينة شمالي فلسطين. وفي العام 1965 كان داعماً قوياً لانطلاقة الثورة الفلسطينية المسلحة، اضافة إلى أنه كان مناضلا صلبا من اجل الاصلاحات السياسية في لبنان والتخلص من النظام الطائفي الذي يشوه الديمقراطية. وكان ايضاً مدافعاً عن الفئات الشعبية من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية .واستشهد وهو يقود تظاهرة للفقراء من الصيادين اللبنانيين عندما اطلقت عليه الرصاص قوات النظام اليميني الفاشي في لبنان . وهذا التنظيم الذي انتم بضيافته اليوم هو من هذه المدرسة، ومن هذه القيم. ونحن سنستمر في النضال من أجل تحقيق الإصلاحات السياسية وتغيير النظام، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومواجهة التحديات والمخاطر المتمثلة بالتهديد الصهيوني المتعاون مع اليمين الرجعي والقوى الامبريالية”.
وحول الثورات العربية، قال سعد:” نحن نقف إلى جانب تحركات الشعوب وثوراتها. وهي بالتأكيد تحركات ستأخذنا وتأخذ شعوبنا نحو ديمقراطية حقيقية سليمة، ونحو عدالة اجتماعية، والتخلص من الجهل والمرض. معركتنا مريرة وقاسية مع القوى الإمبريالية في منطقتنا. ولكننا على يقين بأننا سنهزمها، وسيحقق شعبنا في لبنان، وفي كل ساحة من الساحات العربية، آماله وأحلامه في التقدم والازدهار وتحقيق العدالة الاجتماعية. شعبنا يتطلع إلى التقدم والازدهار وهذا ما سنحققه. والشعب الفلسطيني يواجه مؤامرة كبرى لتصفية قضيته، لكن إرادة الشعب الفلسطيني قوية وصلبة. فبعد أكثر من ستين عاماً من القهر والاستعباد والمجازر بحق الفلسطينيين، لا زال هذا الشعب العظيم متمسك بأرضه وحقوقه الوطنية المشروعة وما يزيد من قوته هو دعمكم، ودعم كل الأحرار في العالم. ومجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها الصهاينة بالتعاون مع اليمين اللبناني لن تمنعنا من تحقيق الانتصار، وسوف ننتصر”.
بدوره المتحدث بإسم الوفد ” ماوريسيو موسولينو” شكر سعد على استقبال الوفد، وقال:” إن القوى الناصرية هي قوى تقدم في العالم العربي، ونتمنى لها الانتصار. وللتنظيم الشعبي الناصري دور هام كونه خارج الطائفية . نحن نحب هذا البلد، ونؤكد من هنا على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى بلاده. ونطالب أصدقاءنا بإعطاء الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المدنية، حق التعلم والتملك”.
وفي نهاية اللقاء جرى حوار بين الدكتور أسامة سعد وأعضاء الوفد.
حول التطورات في المنطقة العربية، قال سعد:” أود أن أوجه التحية إلى الثوار العرب الذين ثاروا على الانظمة التابعة للامبريالية والرجعية العربية: في تونس ومصر واليمن والبحرين والاردن وفي غيرها من الساحات العربية. إن مطلب الكرامة الوطنية، ورفض التبعية للامبريالية، والمطالب المشروعة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية هي من أسباب ثورة هذه الشعوب. ونحن نعرف ان هناك محاولات خبيثة من قبل الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية التي تخضع لارادة الولايات المتحدة لاحتواء الثورات بهدف حماية مصالحها في المنطقة العربية.والنموذج الليبي هو نموذج حي لما أذكر. الامبريالية لها مصالح استراتيجية في هذه المنطقة، أهمها حماية الكيان الصهيوني في ارض فلسطين، وحماية البترول في هذه المنطقة، والسيطرة على الموقع الاستراتيجي للمنطقة العربية والمتوسط للقارات. الامبريالية لا تريد العدالة الاجتماعية ولا تقدم الشعوب العربية، لذلك دخلت على خط الثورات العربية في محاولة لاحتوائها والسيطرة عليها وتوجيهها بالاتجاه الذي تريده”.
وفي ما يتعلق بأوضاع سوريا، قال سعد:” هناك مطالب مشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. ونحن نقف الى جانب هذه المطالب المشروعة. وعلى كل الأحرار في العالم الوقوف إلى جانب هذه المطالب، ولكن السؤال الكبيرهو: هل الولايات المتحدة الاميركية والحكومات الاوروبية و الأنظمة الرجعية العربية تؤيد المطالب المشروعة للشعب السوري ام أنها تريد أشياء أخرى ؟ هي بالتاكيد تريد من سوريا أن تقدم تنازلات على جبهة الجولان. وتريد من سوريا أن توقف دعمها للمقاومة في لبنان وفلسطين. وتريد من سوريا تأييد استمرار الوجود العسكري في العراق، كما تريد من سوريا فك ارتباطها وصداقتها مع إيران. وهذا مناقض تماما لما نريده نحن وما يريده الشعب السوري. لذلك نحن نعتبر أن مواقف الحكومات الاوروبية والانظمة الرجعية العربية هي مواقف مخادعة، وعلينا ألا ننسى أن هناك قوى رجعية في سوريا لا برنامج إصلاحي لديها، وهي مرتبطة بالمشروع الإمبريالي في المنطقة، وتتحرك في سوريا وترفض أي محاولة لفتح حوار وطني وجاد ومسؤول. برنامجها هو سيطرة القوى الرأسمالية الرجعية على سوريا، ليس فقط على المستوى الاقتصادي بل أيضاً على المستوى السياسي. مشروعها يجعل من حقوق الفقراء مجرد صدقات من الأغنياء. وعلى صعيد التعليم مشروعها هو الضغط على الأسر لتعليم اولادها في المدارس الخاصة، واستغلال حاجة الشباب العربي وتشغيلهم بأقل الأجور. كما أنها تشارك في التوجهات الأميركية الإمبريالية التي تسعى إلى تفتيت المنطقة، وجعل مكوناتها تتحارب مع بعضها. يحاولون إثارة النزاعات بين أبناء المنطقة الواحدة، فيقولون للسنة انتبهوا من الشيعة، ويقولون للشيعة انتبهوا من المسيحيين والسنة، ويقولون للمسيحيين أنتم في خطر. سوريا الآن تتعرض لمؤامرة تستهدف ليس النظام فقط، بل تستهدف تفتيت سوريا، خصوصاً وأن في سوريا تنوع ديني واثني. لذلك نحن ندعو النظام في سوريا والقوى الوطنية السورية إلى حوار جدي ووضع برنامج إصلاحي يلبي طموحات الشعب السوري.
ورداً على سؤال حول العلاقة بين التنظيم كونه من القوى العلمانية والقوى الإسلامية، قال سعد:” هناك برنامجان مختلفان. هم يريدون ان يفرضوا وجهة نظر اذا خالفناها يقولون اننا نخالف الله. نحن حريصون على فتح حوار مع هذه القوى. والمعيار الحقيقي للعلاقة هو مدى قرب هذه القوى من نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الخطر الصهيوني، وهكذا هو حالنا مع الاخوة في حزب الله. ففي بداية انطلاقته لم نكن نعرف الكثير عن توجهاته في الداخل، ولكن عندما اكد توجهاته ضد الخطر الصهيوني ، وحققنا نحن واياه انجازات كبرى على هذا الصعيد، وجدنا ان مساحة اللقاء والحوار كبيرة. ونحن ندعو من خلال الحوار هذه القوى الى الذهاب سويا الى دولة مدنية، وليطرحوا ما يريدون، ونطرح ما نريد في اطار الدولة المدنية .وهذا ما يطالب به الثوار في مصر وتونس، وهذا ما ندعو اليه هنا في لبنان. نحن نعاني من نظام طائفي تتحكم به القوى الطائفية. لسنا ضد الحوار مع هؤلاء، ولكننا لن نخضع لمنطقهم التكفيري .
وإجابة عن سؤال حول موقف التنظيم الشعبي الناصري من المحكمة الدولية، واغتيال رفيق الحريري، واتهام حزب الله بقضية الاغتيال، قال سعد:”نحن ندين كل أشكال الاغتيال السياسي. فنحن عانينا منه. الشهيد معروف سعد اغتيل، والاخ مصطفى سعد ايضا تعرض لاكثر من محاولة اغتيال، أحدها من العدو الصهيوني اثناء احتلاله لمدينة صيدا، بالتعاون مع اليمين اللبناني. لذلك نحن ندعو الى النضال السياسي، ولا ندعو الى الصراع بالسلاح، لان الصراع بالسلاح يجب أن يكون فقط مع الصهاينة والمحتلين. نحن نؤيد سياسات رفيق الحريري، لا على المستوى السياسي ولا المستوى الوطني أو الاقتصادي. وقد عارضنا كل الحكومات التي شكلها رفيق الحريري. اتهام حزب الله بجريمة اغتيال الحريري هو اتهام سياسي، وتطور القضية يثبت هذا الكلام. بداية اتهموا ما يسمى بالنظام الامني السوري اللبناني المشترك، واعتقلوا مجموعة من الضباط قالوا إنهم هم قتلة رفيق الحريري، أما هدفهم فكان الوصول إلى السلطة. وهذا ما تم على خلفية اغتيال الحريري. وقالوا بعد ذلك إن سوريا متهمة، وبعد ذلك سحبوا اتهامهم لسوريا، واتهموا حزب الله بالموضوع. هذه المحكمة فقدت مصداقيتها. ونحن كتنظيم شعبي ناصري منذ البداية رفضنا هذه المحكمة لسبب اساسي ومبدئي هو أن هذه المحكمة تنتقص من السيادة الوطنية اللبنانية ، ما يعني أننا أصبحنا مثل بلد غير مستقل. وفي حال كان لدينا مشاكل في القضاء اللبناني، فالمطلوب هو اصلاح القضاء اللبناني، لا الهروب باتجاه رهن البلد لمحكمة أميركية الهوية صهيونية الهوى. المطلوب حالياً من لبنان أن يرضخ لقرارات المحكمة التي تتأثر بأهواء ومصالح الدول الغربية. والمطلوب من الشعب اللبناني ان يدفع ملايين الدولارات، بينما القضاء اللبناني هو أحق بهذه الاموال، فهو يعاني من مشاكل كبيرة ، ويحتاج لهذه الأموال. بالنسبة لنا هذه هي الأولوية قبل أن تكون قضية رفيق الحريري هي أولوية، وما يهمنا هو غالبية الشعب اللبناني. ولا يعني ذلك أننا لا نريد الوصول إلى الحقيقية في قضية رفيق الحريري وكل الاغتيالات السياسية ، بل العكس نحن نطلب الحقيقة الفعلية، لا المزورة.